الجزيرة التي لا توجد فيها سيارة. الجزيرة التي ترتبط بها أساطير عديدة. وكيف يمكن أن يكون الأمر مخالفا إذا كانت توجد في مختلف أنحائها بقايا جدران مبنية من كتل صخرية ضخمة تزن كل منها عشرين طنا تعود الى العهد الفينيقي. ويعيش الناس هنا طوال قرون عديدة على صيد الأسماك. ومن أجل مشاهدة هذه الجزيرة ينبغي في البداية الوصول إليها بحرا، ويتم ذلك بسهولة لأنه تتوجه الى هناك من مدينة طرطوس السورية بين الآونة والأخرى زوارق صغيرة أشبه بالتاكسي المائي. لكن أشرف سرحان لا يكفيه القيام بجولة عادية، ولهذا يطلب من صاحب الزورق البخاري أن يؤدي له بعض الأغاني الشعبية، بينما يقوم هو بقيادة الزورق بل يتمكن بمهارة من عدم الاصطدام بسفينة مارة به. ومن أجل العيش وسط البحر الذي لا حدود له وعلى أرض صغيرة حجمها 800 × 400 متر مربع ينبغي معرفة صنع السفن. ويتفنن أهالي جزيرة أرواد بصناعة السفن بما فيها الكبيرة التي تتميز بخصائص بحرية رائعة. لكن أهم ما يتميز به الحرفيون المحليون ليس صناعة السفن فقط بل يصنعونها بأبسط الأدوات كالبحارة الذين نقرأ عنهم في الحكايات والأساطير القديمة. ويتم إحياء هذه الأساطير هنا في جزيرة أرواد مع أشرف سرحان.