امتدت ناحية أستراخان على أرض روسيا الشاسعة ، في المنطقة التي تنتهي فيها رحلة الفولغا الطويلة لتصب في بحر قزوين . في هذه الناحية يعيش أبناء أكثر من مائة قومية وأربع عشرة طائفة دينية ، وهم الذين رسموا ملامح هذه الناحية الفريدة ، حيث تتعايش أوروبا وآسيا في سلام . هنا يعيش شعب جميل أبيّ ، اختلطت في عروقه دماء عشرات الأعراق ، شعب توزعت روحه بالنصف بين السهوب الرحبة والفولغا العظيم . عن هذا الشعب كتب الشاعر الرائع ، ابن ناحية أستراخان ، فيليمير خليبنيكوف منذ مائة عام : عندما تموت الجياد .. فإنها تتنفس وعندما تموت الأعشاب .. فإنها تجف وعندما تموت الشموس .. فإنها تخبو وعندما يموت البشر .. فإنهم ينشدون الأغاني